• النفط يتجاهل توقعات «أوبك» ويواصل الانخفاض دون 48 دولارا

    28/01/2015

    ​تنامي قوة العملة الأمريكية يعزز موجة انخفاض الخام
     النفط يتجاهل توقعات «أوبك» ويواصل الانخفاض دون 48 دولارا
     

    توقعات اقتصادية عديدة بمعاودة أسعار الخام ارتفاعها خلال النصف الثاني من هذا العام.
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    تجاهلت أسعار النفط الخام التصريحات الإيجابية الأخيرة لمنظمة "أوبك" وهبط أمس سعر خام برنت دون مستوى 48 دولارا للبرميل، وأيضا عاود سعر سلة "أوبك" الانخفاض مجددا، وذلك تأثرا باستمرار تنامي قوة العملة الأمريكية.
    وقال عبد الله البدري أمين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأول "إن أسعار النفط عند المستويات الحالية ربما بلغت أدنى درجات الهبوط وقد تتحرك صعودا في وقت قريب جدا".
    يأتي هذا بعد أن اتجهت دول مثل الكويت وروسيا إلى إقرار ميزانيات تقشفية، فيما أخذت نفس المنحنى شركات نفطية كبرى مثل بريتش بتروليوم.
    وسجلت سلة خام "أوبك" انخفاضا جديدا وبلغ سعرها 42.90 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 43.69 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومي للمنظمة "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء كسر حاجز 43 دولارا للبرميل هبوطا بعد أن ظل في حدود هذا السعر منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري.
    وأشار التقرير إلى أن السلة على الرغم من ذلك تظهر تماسكا سعريا نسبيا مقارنة بفترات سابقة في نهاية 2014 وبداية 2015 حيث كانت تسجل خسائر يومية تتجاوز دولارين في سعر البرميل.
    وتراجع النفط الخام الأمريكي في السوق الآسيوية أمس لليوم الرابع على التوالي مقتربا من أدنى مستوى في ست سنوات قبيل بيانات معهد البترول عن مخزونات النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وهبط خام برنت لليوم الثالث على التوالي ليتداول دون 48 دولارا للبرميل وسط توقعات انخفاض الأسعار إلى 30 دولارا للبرميل.
    وتداول النفط الخام الأمريكي حول مستوى 44.90 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 45.12 دولار وسجل أعلى مستوى 45.33 دولار وأدنى مستوى 44.80 دولار.
    وتداول خام برنت حول 47.80 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.27 دولار وسجل أعلى مستوى 48.36 دولار وأدنى مستوى 47.69 دولار.
    وأنهي النفط الخام الأمريكي تعاملات أمس الأول منخفضا بنسبة 0.5 في المائة في ثالث خسارة يومية على التوالي وسجل أدنى مستوى منذ آذار (مارس) 2009 مستوى 44.34 دولار للبرميل بفعل وفرة المعروض في الولايات المتحدة الأمريكية، وانخفض خام برنت بنسبة 0.9 في المائة.
    وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 17 سنتا إلى 44.98 دولار للبرميل بعدما نزل لأدنى مستوى في الجلسة 44.35 دولار للبرميل يوم الإثنين قرب أدنى مستوى في نحو ست سنوات. ففي بورصة نيويورك التجارية ارتفع النفط الخام تسليم آذار (مارس) بنسبة، 40 سنتا أو ما يعادل 0.87 في المائة، ليتداول عند 45، 55 دولارا للبرميل خلال التداولات الأوروبية الصباحية، وتداولت الأسعار في نطاق بين. 44، 82 و45، 65 دولارا للبرميل.
    وفي بورصة لندن ارتفع نفط برنت تسليم آذار (مارس) بنسبة 32 سنتا، أو ما يعادل 0.66 في المائة، ليتداول عند 48، 48 دولارا للبرميل.
    وبحسب بورصة نيويورك التجارية، تمت تجارة العقود الآجلة للنفط الخام في مارس على 45.26 دولار للبرميل وارتفع بنسبة 0.23 في المائة.
    وتمت المتاجرة مسبقا على جلسة ارتفاع 45.28 دولار للبرميل وفي الوقت نفسه على نايمكس، ارتفع سعر نفط برنت لشهر مارس بنسبة 0.35 في المائة لتتم المتاجرة به على 31 ر48 دولار للبرميل.
    وقال لـ "الاقتصادية" هنري حافظ نائب رئيس الغرفة العربية النمساوية "إن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام بقية العملات أسهم في استمرار موجة انخفاضات أسعار النفط".
    وقال "إن "أوبك" تمتلك رؤية بعيدة المدى لوضع السوق النفطية ولديها قناعة وثقة تامة بتعافي السوق قريبا"، وهو ما أكده أمين عام "أوبك" ومن قبله عدد من وزراء النفط في المنظمة.
    وقال "التحسن ليس ملموسا حاليا في السوق التي ما زالت تعاني الانخفاضات المستمرة، لكن من المؤكد أن النصف الثاني من العام الجاري سيشهد تحسنا في السوق".
    وأضاف أن "استمرار هبوط الأسعار يعني أن السوق ما زالت تشهد حالة من الاضطرابات والتجاذبات بين الأطراف المختلفة وأن عوامل متداخلة ومتعارضة تؤثر بشكل يومي في أداء السوق".
    وتابع أن "أوبك" "معنية بوضع السوق لسنوات مقبلة، كما توجه تركيزها لقضية الحصص السوقية وكيفية حماية الاستثمارات في هذا المجال، وهو ما عكسته تصريحات البدري الأخيرة حين أكد أن أسعار النفط عند المستويات الحالية ربما بلغت أدنى درجات الهبوط".
    وأوضح حافظ أن فكرة تخفيض الإنتاج مستبعدة من أجندة عمل "أوبك"، "حيث هناك قناعة بأن هذا الأمر سيلحق ضررا وقتيا ومستقبليا باقتصادات الدول الأعضاء".
    من جانبه قال الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة "إن توجها قويا بدأ يترجم لإجراءات فعلية من عديد من الدول لأجل خفض الإنفاق وترشيد الميزانيات لمواجهة حالة التراجع الحادة في أسعار النفط الخام".
    وأضاف "هذا الإجراء قد يكون الأمثل حاليا في ضوء صعوبة التنبؤ بمسار الأسعار في الفترة المقبلة وفي ظل زيادة الضغوط على اقتصاديات المنتجين وحتى لا تتكرر أزمات اقتصادية دولية كبيرة".
    وقررت "بريتش بتروليوم" البريطانية تجميد ‏الرواتب هذا العام في شتى أنحاء الشركة، في خطوة تهدف إلى تقليل النفقات لمواجهة التراجع ‏الكبير في أسعار النفط.
    وأقرت الحكومة الكويتية أمس الأول ميزانية تقشفية تتضمن مصروفات أقل بنسبة 17.8 في المائة عما هو مقرر في السنة الماضية. كما أعدت الحكومة الروسية خطة لمواجهة الأزمة وضعت لمدة عام وتنص على إصلاحات هيكلية جديدة لتجنب إنفاق الاحتياطيات المالية خلال عام أو عامين.
    من جانبه أكد ريتشارد أنسور رئيس منظمة يورومني المالية الدولية لـ "الاقتصادية" أن علاج قضية الانكماش الاقتصادي في عديد من دول العالم وإصلاح المؤسسات المالية وتطوير التشريعات الاقتصادية هو الطريق الوحيد لزيادة معدلات النمو.
    وقال "إيجاد حل للأزمتين الدوليتين الكبيرتين في أوكرانيا واليونان سيعيد الاستقرار للاقتصاد الدولي، وتتجه حينها سوق الطاقة إلى النمو وتحفاظ على أسعار عادلة توازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين".
    وأضاف أنسور "أزمة التراجع الحاد يمتد تأثيرها ليهدد عديدا من اقتصاديات الدول القائمة على تصدير النفط.. يجب إيجاد آليات لاستعادة التوازن الاقتصادي وتجنب التأثيرات السلبية لها، ولن يتحقق ذلك إلا بتنسيق وتعاون دولي واسع".
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية